الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

رؤيا محيّرة


- ما بك؟
- لا شيء.
- حقا؟ أهو اللاشيء الذي نعرفه جميعا؟
- هو كذلك. لا شيء.











أحتاج عمرا آخر حتى أقنعهم أن لا شيء يؤلمني جدا! وأني منهكة تماما من لاشيء! وهذا الاشيئ –تحديدا- هو أكبر همومي الحالية!
سؤالي هو سؤالهم وحيرتي ضعف تَعَجُبهم، وإلحاحهم المستمر لمعرفة الأمر الذي يؤرقني أصبح هاجسا يمنعني من اللقاء بهم.. لأني نفسي أجهله!

تتضائل أهمية الأمر –بالنسبة لهم- مع مرور الوقت، وتزداد "فجوة" في الروح اتساعا، حقد على اللغة وأهلها.. لأجل قاموس ابتدعوه بلا أهمية مطلقا، لأنه لا يحمل مفردا يفسر حالتي!

لا أعرف ما هو، ولا أدرك خطورة أن تحمل ألما لا تعرف عنه شيئا.

هو بالنسبة لك غيب مرعب، تخشى قدومه وحرام عليك أن تسمع ما يقوله المنجمون لكن تؤمن أنه قادم وتدري أن لو هلك المنجمون سطوة على الغيب بين يديك لما صدقوا بكلمة، ولو صدقوا.
تسأل الله اللطف في الأمور كلها، وتوقن أن لا مفر مما قد يأتي إلاّ إليه.. وتلح بالدعاء والاستغفار عن كل ما قد يكون سببا في أرقك مما أسلفت من الذنوب والآثام.

كاستجابة لصلاة استخارة لم تصلها تأتيك الرؤيا! ويخبرك بتأويلها صراخك إذا استيقظت فزعا منها.
من حولك، يسخرون منك.. لأنك مُأرجح في قلق بغير أن يفتوك في رؤياك هذه! تشعر أنها قادمة.. بأي شكل من الأشكال، في أي وقت.

كأمر استخار لك أحدهم فيه! تتمنى أن يأتي بغير ما تريك أحلامك.. وأحلام الآخرين عنك!
تنتظر حدوثه وتستعيذ منه.. يبقيك يقظا ليلا ويحاصرك نهارا..

متمسكا بتوبتك، حائرا – كما أنت دوما- كأنك أقبلت على أمر ولم تستخر، أتتك استخارة على أمر قد قدر!
ادع ربك أن يكفيك ما هو آت، وإذا استخرت لأجله فسَمّ الأمر بـ " شأني الذي يلوّح لي"، ولا تحتار
ليس لك في قدرك اختيار!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق